مرحبا بالزوار الأفاضل المحترمين

يسعدني اهتمامكم بالمدونة وأنتظر ملاحظاتكم،،زوروها بإنتظام ستجدون فيها ولاشك بعض ما تهفو إليه نفوسكم، ونحن بدورنا لن ندخر جهدا في تطويرها للرقي بها إلى بعض ما تصبون

mercredi 23 mars 2011

الديني والتربوي والفوضى العارمة

لا يختلف اثنان في اعتبار المشهد التونسي حالا عصيّا على الفهم والتحليل لا للتذرر الحزبي والجمعياتي الذين يلفان الحاضر التونسي فحسب وإنما لانتشار عقيدة "الفرصة السانحة" وهي عقيدة أنانية وبائسة دفعت بقطاع هام من المجتمع التونسي إلى التحرك خارج دائرة القانوني والأخلاقي و العمل على نشر الفوضى كسبا لمصالح ذاتية وانتهازية . وفي خضمّ هذه الفوضى تظلّ المؤسسة التربوية أكثر المؤسسات حساسية وخطرا لأنّ من يستهدفها سياسيا أو دينيا إنما يستهدف جيلا قادما ويمارس اعتداء على الأذهان البريئة وربما حولها إلى نفوس غير سوية تدمر توازن المجتمع وانسانيته وأخصّ بالذكر ما تشهده مؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي هذه الأيام من غزو كاسح للملتحين وللمنقبات حدّ الإعتماء وتحولت سوح المؤسسات التربوية إلى فضاء للدعوة والتشهير والتزييف وغلق الأذهان على لطائف الأمور ومحاربة العقل وحق التفكير والاختلاف مما ينذر بعودة مرعبة لمدارات الاستبداد والدكتاتورية. والأدهى من ذلك وأمرّ أن يعمد بعض الإداريين والمدرّسين إلى ممارسة الدعاية السياسية الرخيصة مستغلّين بكل صفاقة حال الفوضى التي تمرّ بها البلاد والترويج للكراهية ونشر الأناشيد الوهابية البغيضة في الإذاعات المدرسية وهي أناشيد كان يرددها أتباع أسامة بن لادن في مغاور طورابورا .. ولكم أن تتخيلوا ماذا سيحلّ بهذه البلاد إن سارت على الخطى الطالبانية..
إن واجب الانتصار للحق في الحياة والحرية يفرض علينا اليوم حماية أبنائنا التلاميذ من العابثين والانتهازيين والمتاجرين بالدين الذين يستغلون الانفلات الأمني والإداري لتلويث الأذهان بمزايدات سياسية يروجونها بكل وقاحة على أنّها الدين الحقّ. كما تحتّم علينا نصرتنا للحرية والديمقراطية أن نتصدّى لهذه الظاهرة والدعوة إلى الفصل بين التربوي من جهة والسياسي والديني من جهة ثانية ضمانا لسلامة المجتمع من التطرف والاستبداد والدكتاتورية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire